العقيق اليماني.. الأكثر شهرة وجاذبية في العالم العربي

عرف الإنسان العقيق منذ ما يزيد على 3 آلاف عام، حيث أطلق تسميته الإنجليزية (Agate) الفيلسوف اليوناني القديم “ثيوفراستوس”، نسبة إلى نهر أكاتس (Achates) في جزيرة صقلية، حيث وجَدَ هذا الحجر الكريم.
تاريخ العقيق اليماني
حبا الله اليمن بالكثير من مناجم الأحجار الكريمة، وعلى وجه الخصوص حجر العقيق اليماني، الأكثر شهرة وشعبية في العالم العربي؛ لما يحظى به من نقاء وبريق جعلاه النوع المفضل لراغبي اقتنائه والتزين به.
ويرجع اكتشاف العقيق اليماني إلى عصر الدولة الحِمْيَرية؛ فبحسب الدكتور غيلان حمود غيلان، أستاذ الآثار بجامعة صنعاء وعضو مجلس إدارة الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية: “تُشير الدلائل الأثرية إلى أن صناعة العقيق اليماني ترجع إلى عهود قديمة، إذ ظهرت رسوم لفصوص العقيق في المنحوتات السبئية والمعينية، كما وُجدت فصوص من العقيق اليماني المصقول بعناية فائقة وإجادة تامة، وتعود إلى العصر الحِمْيَري”.
أماكن وجوده
تتعدد أماكن وجود واستخراج العقيق في اليمن، حيث تنتشر عروق هذا الحجر الكريم في جبال أنس وعنس غرب محافظة ذمار، وفي جبال خولان بالعاصمة صنعاء، وكذلك في الحوبان والراهدة بمحافظة تعز، وفي جبال المحويت وأب وسط اليمن.
أنواع العقيق اليماني
يوضح أحمد بن يوسف التيفاشي (1184- 1253م)، في كتابه “أزهار الأفكار في جواهر الأحجار”، أن العقيق خمسة أنواع: أحمر، ورطبي، وأحمر مائل للصفرة، وأزرق، وأبيض، وأسود .
وللعقيق اليماني أنواع كثيرة أشهرها: الرُّماني الأحمر (أغلى وأقيم الأنواع)، والكبدي، والمزهر المعروف أيضًا بـ “المصور”، وحجر الدم، وحجر الجزع (أول الأحجار الكريمة اكتشافًا في اليمن)، وعقيق الشمس، والبني، والتمري، والأصفر، والأخضر.
خصائصه اللَّونية
تحدث المؤرخ العراقي الدكتور جواد علي، في كتابه (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) عن العقيق وخصائصه اللونية قائلًا: “ولا يزال أهل اليمن يمارسون صقل الحجارة الكريمة التي يستخرجونها من بعض الجبال مستعملين في ذلك الماء والتراب الناعم على حجارة رملية، ويصفونها بأشكال مختلفة، ويستعملونها في صنع الحلي، وهي ذوات ألوان متعددة: بيض وسود وخضر وزرق وصفر وحمر، ومنها ما يجمع ألوان متمازجة”.
وبيَّن عبد القدوس المتوكل، رئيس سمسرة النحاس والعقيق بمدينة صنعاء القديمة، في تصريحات صحفية: “أن للعقيق اليماني خصائص لونية تميز كل نوع عن غيره؛ حيث يكتسي في الظل بألوان تختلف عن الألوان التي يتزين بها تحت أشعة الشمس”، مشيرًا إلى أن أحجار العقيق تختلف فيما بينها من حيث ما تختزنه بداخلها من صور وكتابات وأشكال.