الزمرد خرج من رحم صعيد مصر.. لهذا أطلقوا على الزمرد وصف «حجر الملوك»
كتب – محمد مجدي
احتفظ الزمرد على مر العصور بمكانته المتميزة، كواحد من الأحجار الكريمة ذات القيمة والجمال الفريد، وظل كذلك من الأحجار المفضلة عند صانعي المجوهرات والملوك، إذ يعكس لونه الأخضر الحياة والانتعاش، ويعبر عن إطلالة ملكية راقية.
وفي هذا التقرير تكشف لكم “مجلة عالم المجوهرات” طرق استخدام الزمرد في حياة الملوك والتي كانت سببًا في وصفه في النهاية بأنه “حجر الملوك” أو “الحجر الملكي”.
الزمرد خرج من رحم صعيد مصر:
كان الزمرد من الأحجار الكريمة المفضلة لتيجان وتمائم ملوك وملكات أقدم وأعرق الحضارات في العالم وهي الحضارة الفرعونية، واستخرج الزمرد لأول مرة، قبل بدء التعدين في المصادر الكولومبية الحالية من باطن صعيد مصر، حوالي 1500 قبل الميلاد.
وارتبط الزمرد بأشهر الملكات ليس في الحضارة الفرعونية فقط، بل في تاريخ جميع الحضارات والأمم، فهو كان الحجر المفضل للملكة كليوباترا والملكة اليزابيث الأولى.
كما أن برديات المصريين القدماء كشفت أنهم كانوا يعتقدون في قدرة الزمرد العلاجية لبعض الأمراض، فاستخدموه في علاج الصرع، كما استخدموه أيضًا في التخلص من الحيوانات والحشرات السامة.
الزمرد الجوهرة المفضلة للملكة كليوباترا:
كان الزمرد هو الحجر الكريم المفضل للملكة كليوباترا، حيث كان شغفها به كبير لدرجة أنها أحاطت نفسها به، إذ كانت ترتديه كزينة، وتزين قصرها به كما أنها خصصت له منجمًا خاصًا بها.
وبسبب اشتهار صحراء مصر النوبية في العصور الفرعونية بمناجم الزمرد، كانت تصدره إلى قصور حكام فارس والهند وبيزنطة.
استخدام الزمرد لتحسين الرؤية:
عرف عن يوليوس قيصر امتلاكه حبة زمرد كبيرة شفافة، كان يستخدمها لإراحة نظرة وتحسين الرؤية.
ويُعد نيرون، آخر أباطرة روما، كذلك ممن اعتقدوا بقدرة حجر الزمرد النقي على علاج أخطاء البصر، إذ اشتهر نيرون بضعف الرؤية، فكان يستخدم عدسة أحادية مع عدسة الزمرد لمشاهدة ألعاب المصارعة، وذلك لاعتقاده أن الألوان الخضراء في الزمرد تخفف التعب في رؤيته.
الزمرد في ضريح “تاج محل”:
استخدم الامبراطور المغولي الخامس شاه جهان، أكثر من 250 رطلًا من الزمرد، لتزيين الجدران الرخامية البيضاء وتماثيل الطاووس داخل ضريح زوجته “تاج محل” الذي بناه لجمع رفاتها، ويعد من أروع النصب التذكارية في العالم، حيث نقشت الزمردات المستخدمة بنصوص مقدسة وألقاب وأسماء حكام المغول.
