الياقوتة الحائرة في ساحات المحاكم.. “جوهرة الهيمالايا”

“جوهرة الهيمالايا”.. حجر ياقوت وزنه 65 قيراطًا، يُزين سوارًا ألماسيّا من طراز “كارتييه”، عمرها 220 عامًا.
ويُرجح الخبراء استخراج تلك الياقوتة من جبال الهيمالايا، خلال بدايات عام 1800، على يد أحد المغامرين أو رهبان التِّبت!
ووفقًا لصحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، فإن اسم “جوهرة الهيمالايا” ارتبط بواقعة غريبة حدثت عام 1996.
فقد اختفت فجأة من داخل فندق “فور زينز” الإيطالي الراقي بطريقة غامضة، خلال قيام الأسرة الأمريكية المالكة لها بعرضها للبيع.
وصف الجوهرة بـ”الياقوتة المسحورة”
وقد دفع ذلك البعض لوصف الجوهرة بـ”الياقوتة المسحورة”، زاعمين أن رهبان التّبت قاموا باستخدام السحر لإعادتها لمعابدهم، بعدما تمت سرقتها منذ 200 عام تقريبًا!
وبعد تحقيق الشرطة الإيطالية في الواقعة، لم تصل لشيء، وتم قيد القضية ضد مجهول!
وتضيف الصحيفة الأمريكية أن أخبار الجوهرة اختفت لأكثر من 20 عامًا، حتى أعلنت شركة “مودرن باوك بروكر” الأمريكية، عام 2015، عن رغبتها في بيعها مع عدد آخر من الجواهر النادرة.
وفوجئت “بروكر” بدعاوى قضائية ضدها في إيطاليا وأمريكا، من بينها دعوى رفعتها شركة تأمين إيطالية كانت قد دفعت تعويضات للعائلة الأمريكية التي سُرقت منها الجوهرة.
الكشف عن مالك “جوهرة الهيمالايا” الحقيقي
كشفت “بروكر” عن مالك الجوهرة ويُدعى “رافاييل كوبلنس”، والذي قام برهنها لديها، وكشف التحقيق أن “كوبلنس” قام عام 2005 برهن الجوهرة مقابل 2 مليون دولار، لدى شركة “إيسيكس جلوبال”، والتي ظلت محتفظة بها حتى عام 2011، قبل أن يصلها عرض من “بروكر” برغبتها في نقل المديونية إليها.
وفي مطلع عام 2011، عقد “كوبلنس” صفقة مع “بروكر”، يرهن بموجبها الجوهرة مقابل 3.75 مليون دولار، على أن يحصل هو على 1.75 مليون دولار.
“بروكر” و”كوبلنس”.. اتهام بقضايا النصب
تمت الصفقة بالفعل، وحصلت كل من “إيسيكس” و”كوبلنس” على نصيبيهما، ولكن الأخير فشل على مدار 4 سنوات في سداد مبلغ الرهنية؛ مما دفع الشركة لبيع الجوهرة لتوفير “سيولة مالية عاجلة”.
ظلت الدعوى منظورة أمام القضاء الأمريكي لمدة 4 سنوات، قامت خلالها “بروكر” بدفع 4.6 ملايين دولار لشركة التأمين الإيطالية.
وبالفعل، صدر حكم في عام 2019 لصالح “بروكر” بأحقيتها في تملُّك الجوهرة والتصرف فيها، ولكن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد؛ فمع مطلع عام 2020، تفجرت الأزمة مرة أخرى، وتبادل “بروكر” و”كوبلنس” اتهام كل طرف للآخر بقضايا النصب التي ما زالت منظورة أمام القضاء حتى الآن.