يشتهر بلونه الزيتوني الشفاف.. الزبرجد

تَغنّى بجماله الشُّعراء، وتعلّق بسحره الأقدمون؛ حتى إنهم كانوا يطلقون اسمه على جميع الأحجار الكريمة ذات اللون المائل للأخضر، ولم يفرِّقوا بينه وبين الزُّمرد.

إنه الزبرجد، أحد أقدم الأحجار الكريمة وأجملها على الإطلاق.

فها هو الشاعر العبَّاسي الكبير الحسن بن هانئ “أبو نواس”، يصف به قدرة الله وجمال خلقه قائلًا:

عَلَىٰ قُضُبِ الزَّبَرْجَدِ شاهِدَاتٌ            بِأَنّ اللهَ لَيْسَ لَهُ شَـرِيكُ

كما يأتي على ذكره النَّابغة الذُّبياني، أحد أعظم شعراء الجاهلية، فيقول:

بِالدُرِّ وَالياقوتِ زَيَّنَ نَحرَها               وَمُفَصَّلٍ مِن لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ

تاريخ الزَّبرجد وتسميته

يُعتبر حجر الزبرجد أحد أقدم الأحجار الكريمة؛ فقد كتب عنه المؤرخ اليوناني “بليني”، منذ عام 50 ميلادي، مشيرًا إلى أن المصريين القدماء هم أول من نقّبوا عنه، في جزيرة زبرجد الواقعة في البحر الأحمر، جنوب مصر، منذ آلاف السنين.

وقد سُمِّي الزَّبرجد بهذا الاسم نسبة إلى تلك الجزيرة التي تُعرف حاليًّا باسم “سانت جونز”، والتي تبعد نحو 70 كيلومترًا عن ساحل منطقة رأس بناس، جنوب مدينة مرسى علم.

وتُعدُّ جزيرة الزبرجد المصرية مصدرًا للعديد من قطع الزبرجد النادرة والفاخرة الموجودة حاليّا بالعديد من المتاحف حول العالم، وذلك بحسب موقع المعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة (GIA).

تركيبته وخصائصه

وفقًا لموقع GIA، فإن تركيبة وخصائص الزبرجد تأتي على النحو التالي:

المعدن: الأوليفين

التركيبة الكيميائية: 2Si04 (MgFe)

اللون: أخضر مصفر

معامل الانكسار: 1.65 إلى 1.69

الانكسار: 0.035 إلى 0.038

الثقل النوعي: 3.34

صلابة موس: 6.5

 ألوانه وجودته

يشير محمد إبراهيم إبداح في كتابه “موسوعة الأحجار الكريمة- أنواع الأحجار الكريمة خصائصها وفوائدها”، إلى وجود العديد من الألوان المختلفة لحجر الزَّبرجد، بعضها شفاف وبعضها الآخر مائل للشفافية، إلا أن أشهر أنواع الزَّبرجد هما الحجران الأخضر والأصفر؛ لذا يشتهر الزّبرجد في عالم المجوهرات بلونه الزيتوني الشفاف.

ويوضح الكاتب أن الزَّبرجد المصري هو أفضل أنواع هذا الحجر الكريم، فيما يعد الزَّبرجد الهندي أقلها جودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى