كيف هز “كورونا” عروش “ملوك الألماس”؟

ألقت أزمة فيروس كورونا المستجد بظلال كثيفة وتداعيات سلبية على كافة الأنشطة الاقتصادية حول العالم.

وبالطبع، لم تكن تجارة الألماس بمنأى عن تأثيرات كورونا الكارثية؛ حيث تراجعت بشدة مبيعات “سيد الأحجار الكريمة” نتيجة تفشي الوباء.

كورونا.. ومعاناة عمالقة الألماس

تغيرت سوق الألماس بشكل كبير بعد كورونا، ولم تعد كما كانت عليه قبل تفشِّي الفيروس التاجي.

فقد تراجعت بشدة مبيعات عمالقة صناعة الألماس؛ حيث أعلنت شركتا “دي بيرس” De Beers البريطانية (أكبر منتج  للألماس)، ومنافستها الروسية “الروسا” Alrosa، تقديم تنازلات في قواعد البيع، وسمحتا لعملائهما بالتراجع عن عمليات الشراء، بحسب تقرير لـ”العربية.نت”.

ومع غياب الطلب نتيجة الإجراءات المُتَّبعة حول العالم لمكافحة كورونا، واجهت الشركتان معاناة كبيرة وتراجعًا حادًّا في مبيعات الألماس غير المصقول، حيث تراجعت مبيعات “الروسا” خلال الشهور الخمسة الأولى من هذا العام بنسبة 40% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، حيث بلغت مبيعاتها 930.6 مليون دولار، وتراجعت مبيعات أول دورتين نفّذتهما “دي بيرس” مطلع العام الجاري بنسبة 10%، محقّقة 906 ملايين دولار.

وأضاف التقرير أن الشركتين رفضتا بشكل قاطع خفض الأسعار؛ سعيًا منهما لدعم السوق، الأمر الذي دفع منافسيهما الأصغر في تجارة الألماس لتقديم خصومات تصل إلى 25%.

مخزونات فائضة من الألماس بسبب الجائحة

وتعليقًا على ذلك، قال آنيش آجاروال، الشريك بشركة “جيمداكس” الاستشارية، في تصريحات صحفية: “تحاول كل من “دي بيرس” و”الروسا” الحفاظ على قيمة مبيعات الماس بإخلاص”، مضيفًا أنهما “تحاولان فعل الشيء الصحيح بالتأكيد، إلا أن الاقتصاد غير المسبوق والخاص بالوضع الحالي، يؤدي إلى تضييق مجال المناورة بالنسبة للمشترين والبائعين”.

ووفقًا لوكالة “بلومبرج” الأمريكية، أصبح لدى الشركتين العملاقتين فائض من الألماس الخام منذ فبراير الماضي بسبب كورونا، مشيرة إلى أنه من المرجح أن تكون هناك مخزونات فائضة لدى أكبر 5 منتجين بقيمة تصل إلى 4.5 مليارات دولار.

بدء تعافِي الطلب العالمي

ومع تراجع القيود التي فرضتها الدول لمكافحة فيروس كورونا، بدأ تعافي الطلب العالمي على الألماس، واستأنفت شركات التعدين في زيمبابوي عمليات البحث والتنقيب عن الألماس مجدّدًا، بعد توقف استمر عدة شهور بسبب جائحة كورونا.

وبحسب “بلومبرج”، كشفت شركة “ريوزيم” RioZim الكبرى لتعدين الألماس في زيمبابوي، أن الطلب يرتفع بعد توقف عدة أشهر؛ نتيجة إغلاق متاجر المجوهرات، وبقاء عمال التقطيع والتلميع في منازلهم وجمود حركة السفر العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى