“جنون الذهب”.. سرُّ ارتفاع أسعار المعدن الأصفر في 2020

شهدت أسعار الذهب خلال عام 2020 حالة غير مسبوقة من الارتفاع المستمر، مع توقعات بتجاوز سعر الأوقية عالميًّا 2000 دولار قبل مطلع العام القادم.

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن هو: ما السرُّ وراء تلك الحالة من الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب؟

يؤكد رفيق العباسي، رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات المصرية، أن الإجابة تكمن في عدة عوامل تحكم سوق الذهب عالميًّا، وتجعله يرتفع أو ينخفض بشكل يومي، وأحيانًا لحظي، أي أنه يحدث له أكثر من ارتفاع أو انخفاض في ذات اليوم.

بداية ارتفاع أسعار الذهب

كانت بداية ارتفاع أسعار الذهب في مطلع عام 2020 تحت تأثير الدعاية للانتخابات الأمريكية المقرّر لها نوفمبر القادم؛ حيث تُعد الولايات المتحدة من بين أكبر الدول امتلاكًا لاحتياطي الذهب، وبالتالي فإن السياسة الأمريكية تؤثر في حجم المعروض من المعدن الأصفر؛ ممّا يؤثر بالسلب أو الإيجاب على سعره.

وبالطبع، تشهد السياسة الأمريكية بعض التغيُّرات وفقًا للحزب الحاكم والقواعد الاقتصادية والمالية التي ينتهجها خلال فترة حكمه.

كما أن التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك أكبر مخزون للنفط في العالم، تُعد سببًا آخر لارتفاع أسعار الذهب، حيث إن هناك ارتباطًا بين سِعْرَي المعدن الأصفر والبترول، الذي يلقبه الخبراء بـ”الذهب الأسود”.

ومن ناحية أخرى، تسبّبت التوترات السياسية والعسكرية التي تشهدها بعض البلدان المنتجة للبترول، في تخوّف البعض من الاستثمار في النفط، وبالتالي قاموا بتحويل استثماراتهم إلى الذهب باعتباره وعاءً ادِّخاريًّا أكثر استقرارًا.

كورونا تشعل جنون المعدن الأصفر

كان لانتشار جائحة كورونا حول العالم، وما خلَّفته من إجراءت احترازية، تأثير مباشر وغير مباشر على مجالات الصناعة والتجارة والاستثمار بشكل عام.

ونتيجة لحالة القلق التي انتابت المستثمرين ورجال المال والأعمال حول العالم؛ بسبب عدم توفر علاج أو لقاح لفيروس كورونا حتى الآن، أصبح الذهب هو الوعاء الآمن لأموالهم واستثماراتهم.

وأوضح جون شارما، الخبير الاقتصادي لدى بنك أستراليا الوطني، في تصريحات لوكالة رويترز، أنه نتج عن الإقبال الشديد على شراء الذهب، سواءً في صورة سبائك أو مشغولات ذهبية، ارتفاع غير مسبوق أو متوقع في الأسعار؛ لسد العجز بين ميزانَي العرض والطلب.

وتوقع الخبير الاقتصادي استمرار الارتفاع في أسعار الذهب عالميًّا؛ لأن نتيجة الانتخابات الأمريكية لن يتم حسمها إلا في مطلع العام القادم؛ بسبب الطعون المتوقّع تقديمها من كلا المرشحين الجمهوري (دونالد ترمب) والديمقراطي (جو بايدن)، فضلًا عن استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وعدم اكتشاف علاج فعَّال لفيروس كورونا بعد، والتخوف من الموجة الثانية للجائحة.

وأشار “شارما” إلى أنه من المتوقع استمرار ارتفاع سعر الذهب عالميًّا ليتجاوز 2000 دولار للأوقية، قبل نهاية العام الجاري، خاصة وأنه يستقر حاليًّا عند متوسط سعر 1950 دولارًا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى