أبيات مختارة.. أحجار كريمة تزين الشعر العربي

يبقى للأحجار الكريمة بما تحمله من آيات الجمال، تأثير كبير على كل من تقع عيناه عليها؛ حيث تجذب ألوانها الأنظار، ويأسر بريقها وسحرها العقول.
ولأن للشعراء حسًّا مرهفًا أمام كل جميل، فقد استخدموا الأحجار الكريمة في رسم صورهم الشعرية؛ فزادتها جمالًا وحسن بيان.
وفي السطور التالية، نستعرض بعضًا ممَّا أبدعه الشعراء العرب من أبيات جاؤوا خلالها على ذكر الأحجار الكريمة، ومن ذلك:
قول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد:
وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
وأبيات جرير، أشعر أهل زمانه:
ما استَوصَفَ الناسُ عَن شَيءٍ يَروقُهُمُ إلّا أَرى أُمَّ عَمروٍ فَوقَ ما وَصَفوا
كَأَنَّها مُـزنَةٌ غَـــرّاءُ واضِـحَةٌ أَو دُرَّةٌ لا يُواري ضَوءَها الصَدَفُ
أما الشاعر المخزومي القرشي عمر بن أبي ربيعة فيقول:
يَرْفُلْنَ في مِطْرَفَاتِ السّوسِ آوِنَةً وَفي العَتيقِ مِنَ الدّيباجِ والقَصَبِ
تَرَى عَلَيْهُنَّ حَلْيَ الدُّرِّ مُتَّسِقاً مَعَ الزَّبَرْجَدِ والْيَاقُوتِ كالشُّهُبِ
وهذا ابن الرومي، أحد أبرز شعراء القرن الثالث الهجري، ينشد قائلًا:
تَوَاضَعَ الدّرّ إِذْ لَبِسْنَ فَاخِرهُ فَكُنَّ دُرًّا وَكَانَ الدُّرُّ أَصْدَافَا
ويقول الشاعر العباسي أبو نُوَاس (الحسن بن هانئ):
ظَبْيٌ كَأَنَّ اللَّهَ أَلْبَسَهُ قشُوْرَ الدُّرِّ جِلْدَا
وصف رائع للأحجار الكريمة في الشعر العربي
ويقدم البُحتري، أحد أشهر شعراء العصر العباسي، وصفًا رائعًا للياقوت قائلًا:
فهل أَنتَ يا ابنَ الراشِدِين مُخَتِّمي بياقوتةٍ تَبْهَى عليًّ وتُشْرِقُ
يغارُ احمرار الوَرْدِ مِنْ حُسْنِ صِبْغِها وَيحْكيه جادِيُّ الرحيقِ المُعَتق
إذا برزَتْ والشمسُ قلتُ تَجَارَتا إلى أَمَدٍ أو كادتِ الشمسُ تَسْبُقُ
إذا التهبت في اللَّحْظِ ضاهَى ضياؤها جبينَكَ عند الجُودِ إذْ يتألَقُ
ويقول الشريف العقيلي، أحد أبرز الشعراء في القرن الرابع الهجري:
وَمُعَذَّرينَ كَأَن نَبَت خُدودِهِم أَقلامُ مِسكٍ تَستَمِدُّ خَلوقا
قَرَنوا البَنَفسَجَ بِالشَقيقِ وَنَظَّموا تَحتَ الزَبَرجَدِ لُؤلُؤاً وَعَقيقا
فَهُمِ الَّذينَ إِذا الخَلِيُّ رَآهُم وَجَدَ الهَوى بِهِمُ إِلَيهِ طَريقا
ومن أبيات الشاعر الخليفة ابن المعتز:
ما بالُ قَلبِكَ لا يَقَرُّ خُفُوقَا وأراكَ تَرعَى النّسرَ والعَيّوقَا
وجفونُ عيِنكَ قد نثرنَ من البكا فوقَ المَدامعِ لُؤلؤاً وعَقيقَا
لو لم يكنْ إنسانُ عَينِكَ سابحًا في بحرٍ دَمعتِه، لماتَ غَريقَاً
وينشد الشاعر ابن عبد ربه الأندلسي قائلًا:
يا لؤلؤًا يَسْبي العقولَ أَنِيقا وَرَشًا بَتقطيعِ القُلوبِ رَفيقا
ما إِنْ رأَيْتُ وَلا سَمْعتُ بِمِثلهِ دُرًّا يعودُ مِنَ الحياءِ عَقيقا
وإذا نَظرتَ إِلى محاسنِ وجههِ أبصَرْتَ وجْهَكَ في سَناهُ غَريقا